إن الأمة الإسلامية ابتليت منذ فجر التاريخ بعلماء لا يمكن ان ننكر علمهم، لكن ننكر عليهم رغبتهم الجامحة في أن يصنعوا لأنفسهم بطولات ورقية على حساب القواعد الشرعية، والحفاظ على نظام المجتمع واسقراره، ومحاولة إقحام ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الفرقة والتشرذم باسم الدين
إن هؤلاء يظنون أنهم حماة الإسلام دون غيرهم، وأنهم هم المسلمون وحدهم، وأنهم العلماء دون غيرهم، ويجب على كل مسلم اتباع آراءهم والسمع والطاعة لهم دون غيرهم ويعيبون عليهم إذا خالف أحد منهجهم أو طريفة تفكيرهم
أن الدين يرعى شئون الأمة فهو يتعرض للسياسة من هذه الناحية، لكن لا يدخل أبدا في السياسة الحزبية ولا علاقة له بلعبة الحزبية، لأن هذه أدوات تتغير بتغير الزمان والمكان، أما ربط الدين بالسياسة بمعناها الحزبي مفسدة للدين وإهانة وظلما له.
إن ما يحركنا لاتخاذ موقفنا الحيادي هو ضميرنا حتى لا يؤثر على اختيار الناخبين باسم الدين، ولتعميق معنى الديموقراطية، على العكس ممن يتحركون بدافع انتماءاتهم السياسة و بهدف تحقيق مصالح شخصية علي حساب المصلحة
الوطنية كالشيخ الغنوشي الذي يدفعه انتماءه للإخوان المسلمين إلى مناصرتهم حتى لوأقحم بذلك ثوابت الدين في معترك السياسة الحزبية و بهذا المعني يمثل الباطل
لماذا لا تتكلم في القضايا المهمة وتساهم في نهضة الأمة بدلاً من إثارة الفرقة بين الناس وتكفى عن أصدار الفتاوي التي لا تخدم إلا تياراً حزبيا معيناً إرتضي أن يدخل قواعد اللعبة الحزبية
نهضاوي سابقا